ورد الطائف: زهرة تختصر عبق الحضارة السعودية

13 يوليو 2025
limbic
ورد الطائف: زهرة تختصر عبق الحضارة السعودية

🌹 ورد الطائف: زهرة تختصر عبق الحضارة السعودية

على مرتفعات الهدا والشفا، حيث يلامس الضباب رؤوس الجبال، تزهر زهرة ليست كأي زهرة... زهرة تحمل بين بتلاتها ذاكرة وطن وهوية شعب. ورد الطائف، تلك الزهرة التي لا تنمو إلا في بيئة الطائف الساحرة، ليست مجرد نبات عطري؛ بل قصة متجذرة في التاريخ، ونبضٌ ثقافي، وكنز اقتصادي، وعبقٌ ألهم ملوكًا، وشعراء، وصنّاع عطور من أنحاء العالم.


📜 من عبق التاريخ إلى قلوب الملوك

يعود استخدام ورد الطائف إلى أكثر من 1000 عام، لكن شهرته المعاصرة بدأت بالازدهار في عهد الملك عبد العزيز – مؤسس المملكة العربية السعودية – الذي كان من أوائل الملوك الذين عبّروا عن حبهم لعبيره الفريد. وقد استمر هذا العشق عبر الأجيال، حتى أن الملك فيصل - رحمه الله - كان يُعرف باهتمامه الخاص بزيوت ورد الطائف، واعتاد إهداءه للضيوف الرسميين كرمز سعودي أصيل.

وليس بعيدًا، نجد أن الملك عبد الله - رحمه الله - دعم مزارعي الورد ومصانعه، معتبرًا أن هذه الزهرة جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وليست فقط منتجًا زراعيًا.


🏭 ورد الطائف... من زهرة إلى صناعة

يُزرع في الطائف اليوم أكثر من 300 مليون وردة سنويًا، وتضم المدينة أكثر من 900 مزرعة، تمتد على مساحة 2,000,000 متر مربع. ويُستخرج من هذه الورود أغلى زيوت العطور الطبيعية في العالم، إذ يتطلب إنتاج تولة واحدة من زيت الورد أكثر من 12 ألف وردة!

تُصدّر هذه الزيوت إلى أشهر دور العطور في العالم، مثل شانيل، جيرلان، وديور. فعطر Dior’s “Midnight Poison” مثلًا، يحتوي على لمسة ناعمة من هذا الزيت الفاخر، وكذلك عطر “Taif” من Ormonde Jayne الذي صنع خصيصًا لعرض جمال هذه الزهرة السعودية.


🌸 قصة الورد مع أهل الطائف

لكن ورد الطائف ليس فقط منتجًا فاخرًا… بل هو أسلوب حياة.

في موسم الحصاد (مارس إلى مايو)، تتغير ملامح المدينة، ويستيقظ المزارعون قبل الفجر لقطف الورود يدويًا، لأن الندى الصباحي يحافظ على تركيز الزيت في الزهرة. تُغلى الزهور في قدور نحاسية تقليدية، وتُستخلص الزيوت بنظام التقطير، وهي طرق توارثها الأهالي من جيل إلى جيل.

أم ناصر، وهي سيدة في الستين من عمرها، تتحدث عن الورود كما لو كانت أبناءها:

"أنا ووردي عشنا مع بعض.. علمت أولادي القطف، وصوت القدر وهو يغلي محفور في أذني من يوم كنت صغيرة."

هذه العلاقة العاطفية مع الورد صنعت من سكان الطائف حُماة لهذا التراث، ونشأت حوله صناعات صغيرة من العطور، والماء المقطر، والصوابين، وحتى الفعاليات والمهرجانات.


💫 الورد الذي ألهم الذكريات... وليمبك

في ظل هذا الجمال، لم يكن غريبًا أن يُصبح ورد الطائف مصدر إلهام لعلامات تهتم بالهوية والرائحة والذاكرة مثل متجر ليمبك – ذلك المتجر الذي لا يصنع فقط عطورًا، بل يصنع تجارب حسية تعبر عنك.

قد لا تحتوي تركيبات ليمبك على ورد الطائف بشكل مباشر، لكنها – كما يعبّر مؤسس المتجر – "مستوحاة من نفس الفكرة: أن العطر يجب أن يكون صادقًا، نقيًا، ويحمل حكاية."

وتمامًا كما حمل ورد الطائف حكايات المزارعين، والملوك، والمناسبات الوطنية، يسعى ليمبك ليكون جسرًا بين العطر والهوية، بين الذاكرة والحواس.


✨ طائف الورد... إرث لا يذبل

وراء كل عبوة زيت ورد، ووردة مقطوفة، وقطرة عطر، توجد قصة إنسان… وصوت قديم يهمس:

"هذه الزهرة سعودية… وهذه الرائحة لا يشبهها شيء."

اليوم، لم يعد ورد الطائف مجرد مكون عطري نادر، بل أصبح رمزًا ثقافيًا يتغلغل في تفاصيل الحياة السعودية، من قصائد الغزل القديمة، إلى حفلات الزفاف الحديثة، إلى منصات العطور العالمية… وحتى في رؤى المتاجر السعودية مثل ليمبك، التي ترى في الرائحة امتدادًا للهوية.